عجائب الدنيا السبع

وهي العجيبة الوحيدة الباقية من تلك العجائب السبع وأهمها الهرم الأكبر خوفو أو حقيقة هرم خوفو الأكبر هو العجيبة وليس باقي الأهرامات، والفرعون خوفو من الأسرة الرابعة فى حدود عام 2650 قبل الميلاد أراد من الهرم أن يكون مقبرة له ليس الا ، مازالت المهارة التى تم بها قطع الحجارة التى استخدمت فى بناء الأهرامات ورفع تلك الحجارة الى هذا العلو الشاهق ووضعها فى امكنتها الصحيحة على هذا النظام الهندسي العجيب ، مازالت هذه المهارة مسألة تثير دهشة العالم حتى هذه الأيام رغم وجود بعض النظريات عن كيفية رفع الأحجار ورصها مثل الطريقة الحلزونية، الا ان هذه النظريات مازلت تحت البحث ، وتقع أهرامات الجيزة على مسافة بضعة أميال من القاهرة وفى المكان الذى كان يعرف قديماً

باسم ممفيس ، ويقدر عدد العمال الذين استخدموا فى هذا العمل بمائة الف رجل عملوا طوال عشر سنوات لفتح طريق طوله ثلاثة الاف قدم لتسهيل نقل الصخور من محاجر طرة ، كما استخدم نفس العدد من الرجال لمدة عشرين سنة أخرى فى بناء الهرم نفسه. طول الهرم عند بنائه كان 147 متراً فقد منها 10 امتار خلال القرون والسنوات الماضية ، وبخلاف المهارة من حيث استطاعة الفراعنة منذ الاف السنين على بناء هذا الهرم الشاهق فى الارتفاع او وزن الاحجار والتى يصل وزن الواحد منها الى 2.5 طن ، فالمهارة الهندسية وحدها تجعلنا نتعجب حيث ان زواية الانحدار هي 51 درجة و51 دقيقة، وكل جانب من جوانب الهرم يشير الى جهة من الجهات الأربعة الأصلية الشمال والجنوب والشرق والغرب، والمقاطع الأفقية للهرم هي مربعة فى كل درجة، كما ان طول كل ضلع هو 229 متر بالضبط ، ونسبة الخطأ فى أي طول من الجوانب لا تزيد عن 0.1% أي واحد فى الألف. كما ذكرنا وزن الحجر الواحد أكثر من 2.5 طن ، أما عدد الأحجار فهو أكثر من مليوني وثلاثمائة ألف حجر ، واجمالي وزن الهرم تقريباً 6.5 مليون طن ، حيث ان النظريات تقول بان أحجار الأهرامات الثلاث مجتمعة يمكنها أن تبني سوراً حجرياً ارتفاعه 3 أمتار بعرض ثلاثين سنتيمتراً حول فرنسا كلها. وبمناسبة فرنسا ، فلقد قال نابليون لجنوده عندما رأى الهرم ... جنود .. من فوق هذه الأهرامات ، 40 قرناً تنظر الينا.

لم تكن معلقة كما هو اسمها ، ولكنها كانت تبدو معلقة من بعد، وان كانت فى الحقيقة حدائق بارزة ومصاطب مرتفعة وفسيحة فوق أقواس، وتسقي النباتات والزهور المغروسة بواسطة مضخات لولبية مركبة على نهر الفرات، وكانت هذه الالات نفسها اعجوبة من العجائب، واشتهر البابليون بناة هذه الجنان بالهندسة والفلك والطب الى ان زال عصرهم الذهبي حين غزاهم الفرس. وقد كانت المملكة البابلية قد ازدهرت على يد الملك حامورابي الذى عاش فى الفترة من (1792-1750) قبل الميلاد. وقد أمر ببناء هذه الحدائق نبوخذ نصر الثاني فى الفترة (604-562) قبل الميلاد تكريماً لزوجته الأميرة اميتيس

التى قدمت من مقاطعة ميديا المشهورة بتلالها وأشجارها حيث كانت الأميرة تحبها كثيراً. تقع حدائق بابل المعلقة على الضفة الشرقية لنهر الفرات 50 كيلومتراً جنوب بغداد، وأغلب من قيل عنها وعن وصفها جاء من المؤرخين الأغريق مثل بيروسس و ديودورس سيكلس على أن التاريخ البابلي لم يذكر الكثير عنها ، وقيل أن جنود الأسكندر عندما وصلوا الى بابل ورأوا الحدائق المعلقة انبهروا وعادوا الى وطنهم بقصص كثيرة عن النخيل والأشجار وقصر نبوخذ نصر وبرج بابل ، ووصفها الأغريق بانها حدائق مربعة ، تم عمل نظام ري هندسي لها ليقوم بترطيب كل الأشجار والنخيل بشكل متساوي ، والبناء مكون من أقواس عدة ومتدرج ، والبناء بالكامل فوق أعمدة حجرية ضخمة.

قام بتصميم المعبد المهندس المعماري ليبون ، وحيث ان المعبد تصميمه يونانياً عادياً فكلف المثال الأثيني فيدياس للمهمة المقدسة وهي نحت تمثال زيوس ، وفيدياس الذي يعتبر أشهر النحاتين او المثالين الأغريق ولد فى أثينا عام 500 قبل الميلاد وكان مسئولاً عن النشاط الفني فى أثينا فى عصر بركليس وهو عصر أثينا الذهبي.
صنع هذا التمثال حوالي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد من العاج والذهب، وزيوس هو الاله اليوناني المقابل للاله جوبيتر عند الرومان، وكان الاله يجلس على العرش، جسمه من العاج وردائه من

الذهب ممسكاً بيده اليسرى بصولجان عليه نسر، اما ارتفاع التمثال فيصل الى 60 قدماً ويقال ان المثال استغرق 9 أعوام للانتهاء من التمثال ، ويقع فى اولمبيا وسط منطقة اليا اواليس القديمة فى الجزء الغربي من مقاطعة موريا على بعد 150 كيلو غرب أثينا باعتبارها منطقة مقدسة حيث كانت تقام الاف التماثيل للالهة والفائزين فى الالعاب الاولمبية التى كانت تقام هناك وكان الرياضيون يأتون للمشاركة فى الالعاب الاولمبية حباً فى الاله زيوس من مصر وسوريا وآسيا الصغرى وصقلية.

قاعدة التمثال كانت 6.5 متراً ولأعلى متراً وطول التمثال الكامل 13 متراً ، عندما اكتمل التمثال بالكاد ناسب المعبد حيث كتب سترابو أن رأس التمثال تلامس القصر وان فيدياس انتقد من الامبراطور لذلك ، حيث لم يراعي فيدياس النسب المتوازنة ، ولو تحرك زيوس لانتزع السقف، وحقيقة الأمر أن فيدياس كان سيمتدح لا ينتقد ، حيث ان فكرة ان الاله زيوس لو تحرك لانتزع السقف جعلت من الحجم شيئاً رائعاً.
تم ترميم التمثال فى القرن الثاني قبل الميلاد وحاول الأمبراطور الروماني كاليجلا نقل التمثال الى روما ولكنه محاولاته فشلت ، وبعدها اغلق المعبد بأمر الامبراطور ثيودوسيس الذى منع الألعاب الاولمبية كممارسات وثنية وأمر باغلاق المعبد فى العام 391 ، وبعدها أصاب أولمبيا العديد من الزلازل والفيضانات ودمر التمثال والمعبد تماماً فى عام 462 اثر حريق كبير ، لم يبق من المعبد اليوم سوى بعض الصخور من أساسه واعمدته.

يطلق على هذا المعبد مجازة معبد ديانا وان كانت تسمية خاطئة، اقيم هذا المعبد للاله ارتميس فى مدينة أفيسس وهي مدينة اغريقية قديمة فى ليديا بآسيا الصغرى قرب مصب نهر كايستر على بحر ايجة وعلى بعد خمسة وثلاثين ميلا جنوب شرقي ازمير ، وتأسس المعبد عام 700 قبل الميلاد على أن الهيكل الذى هو من فقط من المعجزات تأسس عام 550 قبل الميلاد. وصنف قديماً على أنه كان أجمل بناء معماري على وجه الأرض.
وارتميس هي احدى الة ديانا الرومانية وهي كما تقول الأساطير الاغريقية ابنة زيوس وليتو والشقيقة الكبرى لأبولو ، وقد ولدت قبله بيوم واحد فى بلد مختلف ، وهي الالهة الطاهرة وصاحبة العفة وحماية للشبان والعذارى الذين يتحدثون فوق افروديت.

وكان هذا المعبد عبارة عن مجموعة من المعابد اقيمت فى ذلك الموقع ثم احترقت ، واعيد بناء المعبد الجديد على اطلالها. صممه المهندس المعماري الاغريقي بتشيرسيفرون وزين بالتماثيل البرونزية التى قام بنحتها أمهر الفنانين فى هذا الوقت أمثال فييدياس , بوليكلييتس , كريسيلاس , و فرادمون . كان للمعبد خدمات دينية وتجارية حيث كان يقام هناك السوق ويأتيه من كل بقاع الأرض التجار والسياح والملوك ، ويقدم الجميع الهدايا مثل تماثيل ارتميس المصنوعة من الذهب والعاج ، والحلقان والأساور والعقود خاصة من ايران والهند.

كان أساس المعبد مستطيلاً صنع كاملاً من الرخام وبه 127 عموداً طول الواحد منهم حوالي 20 متراً ، له أعمدة ذهبية وتماثيل فضية وبرونزية ولوحات تزينه ، في 21 يوليو 356 قبل الميلاد ليلاً , قام رجل يدعى هيروستراتس باحراق المعبد محاولة لتخليد اسمه ، وأعيد حرقه وهدم اجزاء منه واعادة بناء عدة مرات حتى عام 401 عندما كان قد اعتنق المسيحية أغلب سكان أفيسس وفقد المعبد معناه الديني. وعندما بحث عن بقايا اطلاله لم يجدوا سوى بعض الأحجار التى كانت أساس المعبد.

يقال أنه عندما توفي الملك موسولوس عام 353 قبل الميلاد حزنت عليه زوجته ارتيميسيا فاقامت له ضريحاً فى مدينة هاليكارناس جنوب تركيا على بحر ايجه ، تخليداً لذكراه ، وفى مقولة أخرى أنه ارتميسيا هي اخته وانها وزوجته كانتا يعملان على هذا الضريح قبل وفاة موسولوس حيث انه انتقل بالعاصمة الى هالكارناسس عند غزو الفرس ووصولهم الى تركيا ولم يشغله شيء سوى بناء ضريحه الذى بدأه اخته وزوجته قبل وفاة الملك بثلاث اعوام وانتهى الضريح بعد وفاته بثلاث اعوام اخرى وبعد وفاة ارتميسيا بعام.

وقد كان ذلك النصب التذكاري من الفخامة والروعة حتى أصبح يعد من عجائب الدينا السبع فقد كان ارتفاعه الكلي 140 قدماً ومحيط قاعدته 411 قدماً وبالتالي لم يصبح من العجائب لكبر حجمه فهو لا ينافس بقية العجائب من حيث الحجم وانما كان من روعة التصميم التى بهرت كل من زاره ، وكان مستطيلاً 40 متراً × 30 متراً ، زينت حجرة الدفن بالتماثيل والتابوت من المرمر الأبيض المرصعة بالذهب وحولها الأعمدة الاغريقية ، الطول الكلي للضريح هو 45 متراً ، مقسمة كالتالي ، 20 متراً للجزء الأساسي قاعدة الضريح ، و 12 متراً الأعمدة الاغريقية ، و11 أمتار الهرم ومترين للتمثال فى القمة.

جمال الضريح كان ليس فى بنائه فقط ولكن فى عشرات التماثيل المزينه حوله وهي تماثيل أشخاص وحيوانات ، ونحتت التماثيل بأيدي أربعة نحّاتين إغريق : برياكسيس , ليوتشاريز , سكوباس و تيموثيس , كل منهم مسئولاً عن جانب واحد.
وبقي الضريح فى حالة جيدة لمدة 16 قرناً حتى سبب زلزال بعض الضرر الى السطح وبعض الأعمدة ، وفى القرن الخامس عشر قام قوات القديس جون من مالطة بغزو المنطقة وبناء قلعة صليبية ، وعندما احتاجوا لمزيد من الأحجار لتحصين القلعة استعملوا أحجار من الضريح ، ومع عام 1522 لم يتبقى حجر واحد فى الضريح حيث انتقلت كل احجاره الى القلعة الصليبية. وحتى يومنا هذا ماتزال القلعة موجودة ويمكن أن يلاحظ بعض الأحجار الرخامية والمنحوتة وهي احجار الضريح ما بين احجار اخرى فى سور القلعة ، يمكن بسهولة التفرقة بينهم.

وهو تمثال ضخم من البرونز لاله الشمس هليوس اقيم فى جزيرة رودس من الغنائم التى خلفها ديمتريوس بوليكرتيس قائد المقدونيين بعد أن رفع الحصار عن المدينة. أما التمثال الذى صنعه فكان يدعى تشاريز واستغرق صنعه اثنا عشر عاماً وانتهى عام 282 قبل الميلاد ، وكان ارتفاعه 110 اقدام أي ما يقارب من ارتفاع تمثال الحرية فى نيويورك. وهو أيضاً على مدخل جزيرة رودس باليونان ، وما بين بنائه ودماره 56 عاماً فقط استطاع فيها العملاق ان يحجز له مكاناً فى عجائب الدنيا السبع.

فى عام 408 قبل الميلاد اتحدت إياليسوس , كاميروس و ليندوس لتشكل وحدة واحدة بعاصمة موحدة هي رودس ، وكانت لهم علاقات تجارية قوية مع مصر واقتصاد قوي ، وقام المقدونين الذين كانت لهم علاقات مع مصر ورودس بحصار رودس عام 305 قبل الميلاد حتى يكسروا العلاقة القوية بين رودس والاسكندرية ، ولكنهم لم يستطيعوا اختراق المدينة ابداً ، ثم تم التوصل لاتفاق سلام عام 304 قبل الميلاد وترك المقدونين اسلحتهم ، وقام سكان رودس ببيعها وبناء التمثال العملاق احتفالاً بوحدتهم. ودمر التمثال اثر زلزال قوي عام 226 دمر المدينة كلها وكسر التمثال فى أضعف نقطة وهي الركبة ، وعرض ملك مصر ان يتحمل كافة نفقات ترميم التمثال وكامل مدينة رودس ولكن حكام رودس رفضوا العرض.

وبعد حوالي ألف عام فتح العرب جزيرة رودس عام 654 وعثروا على بقايا عديد للتمثال ، قيل انهم قاموا ببيعها ليهودي من سوريا واضطر الى حملها الى سوريا على ظهر 900 جمل. تقترح الدّراسات الحديثة أن التمثال لم يكن على مدخل الميناء وانما شيّد إمّا على الجزء الشّرقيّ لميناء ماندراكي أو للداخل أكثر ، كانت قاعدة التمثال من الرخام الأبيض والجسم من البرونز المقوى بأحجار وحديد ، وطول التمثال الكلي 110 أقدام أي 33 متراً حتى انه عندما سقط التمثال قليلون من الناس من استطاع ان يلف كامل ذراعه حول ابهام عملاق رودس.

يميز هذه العجيبة عن بقية عجائب الدنيا انها الوحيدة ذات الاستعمال العملي ، فلها فائدة عن البقية الذين كلهم عبارة عن مقابر واضرحة وتماثيل لا قيمة لها. وبالطبع مكانها فى مدينة الاسكندرية فى شبة جزيرة المنارة . بدأ انشاؤها فى عهد بطليموس الأول الذى كلف المعماري سوستراتس اليوناني باقامتها وقد تم البناء فعلاً فى عهد بطليموس ، والمنارة عبارة عن برج كبير وله قاعدة مربعة ضلعها مائة قدم وعلى رأسها شعلة نار لارشاد السفن ، وقد اعتبرت لمدة طويلة من عجائب الدنيا القديمة ، وتهدم جزء منها فى السابع من اغسطس عام 1302 م نتيجة لزلزال ثم تهدمت كليها فى عام 1346 م.
كانت منارة الاسكندرية تقوم على شبه جزيرة المنارة والتى سميت بجزيرة الفرعون ، التى أنشأ الاسكندر الأكبر فيها ميناء الاسكندرية الحديث بالرغم من ضآلة ما تبقى من اطلالها ، وهناك مراجع اخرى تقول ان جزءا منها قد تهم عام 400 بعد الميلاد وانهارت كلها نتيجة لزلزال ، وقد بنيت المنارة من الرخام الأبيض وكانت ترتفع الى علو 500 قدم.

بدء تنفيذ المشروع فى عهد بطليموس الأول عام 290 قبل الميلاد الا انه اكمل بعد موته ، نقش الرومانيون على عملتهم نقش للمنارة وذلك اعترافا منهم بروعة تصميمها ، وبهر بها العرب عندما فتحوا مصر ، ولكنهم نقلوا العاصمة الى القاهرة ، قبل ان يهز الاسكندرية زلزال 1303 و 1323 من أقوى الزلازل التى شهدتها المنطقة حتى ان الرحالة ابن بطوطة عندما زار الاسكندرية عام 1349 لم يستطع ان يدخل الى المنارة او يراها من الداخل حيث كانت مدمرة تماماً.

فى عام 1166 قام الرحالة أبو حجاج الاندلسي بزيارة الفنار وكتب عنه .. 56 متراً قاعدة الفنار ، 19 متراً ثم 28 متراً وسطه و7 أمتار قمته ، طوله الاجمالي 117 متراً ، القلب الداخلي استخدم لرفع الوقود للابقاء على النار المشتعلة ليلاً ، حيث كانت النار تستخدم للارشاد ليلاً والمرايا تعكس ضوء الشمس نهاراً.